مواطنو الضفة: انطلاقة "حماس" تجدد الأمل بقرب التحرير لثباتها وعدم اعترافها بالاحتلال

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام



مع قرب انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يرى المواطنون في الضفة
الغربية أن الحركة هي القادرة على مواصلة المسيرة وحمل الأمانة، في ظل
الأمواج العاتية من كل حدب وصوب؛ بعدما تخلَّى عنها حتى من كان يقول إن
الكفاح المسلَّح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، واستبدل المفاوضات
العبثية بذلك.

يقول المواطن محمد خالد من رام الله: "باتت حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" التي أعلن عن تأسيسها الشهيد أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة
الصهيونية في 6 ديسمبر 1987م إيذانًا بانطلاق الحركة التي تحتفل مع كل عام
بذكرى انطلاقتها في 14-12؛ حيث بات الكل الفلسطيني والعربي وحتى الغربي
يحفظ هذا التاريخ؛ وذلك لعمق تأثيره في الأحداث المحلية والدولية ولدور
"حماس" الريادي".
وأضاف: "(حماس) لم تعترف بـ"إسرائيل" كما اعترفت حركة "فتح"، ولكنها لا
تمانع في القبول مؤقتًا وعلى سبيل الهدنة بحدود 1967، ودون الاعتراف
لليهود الوافدين بأي حق لهم في فلسطين التاريخية، وهنا يكمن الفرق بين
حركة "فتح" وحركة "حماس" من هذه الناحية، وحق لـ"حماس" وأنصارها ولكل
العرب والمسلمين أن يفخروا بهكذا حركة، في ظل الانهزام العربي والتراجع
وحالة الترهُّل المخجلة والمعيبة".

صراع وجود

من جهته يقول المواطن خلدون أحمد من مخيم العروب قرب مدينة الخليل: "تكمن
أهمية الانطلاقة الـ22 لحركة "حماس" في أنها تأتي بعد "معركة الفرقان"؛
حيث إن "حماس" صمدت طيلة 21 يومًا في غزة، في الوقت الذي لم تصمد فيه
الدول العربية أكثر من ستة أيام في حرب 67، وهذا يعني أن فرحة "حماس"
بصمودها الأسطوري لا تعدلها فرحة".

وأضاف: "(حماس) تعتبر صراعها مع الاحتلال "صراع وجود وليس صراع حدود"،
وتؤمن بأن مفاوضات السلام مع الاحتلال هي مضيعةٌ للوقت ووسيلةٌ للتفريط في
الحقوق، وهو ما أثبتته الأحداث والاحتلال من خلال تفاوضه مع حركة (فتح)".

تألق "حماس" العسكري
الطالب عصام عبد الرحمن من "جامعة النجاح" في نابلس يقول: "ما يميز حركة
"حماس" كل شيء، خاصةً العمل العسكري و"كتائب القسام" التي استطاعت أن تخطف
جنديًّا من داخل دبابته وتأسره، ونسأل الله أن تتوَّج نجاحات "حماس" بنجاح
صفقة التبادل".

وأضاف: "(حماس) استحقت الريادة من خلال عملها العسكري البطولي، وهي قدمت
قادتها شهداءَ، ولا تتوانى عن تقديم المزيد من الشهداء لعيون فلسطين؛
ولذلك لمع نجمها، وحلَّقت ليس في سماء فلسطين فحسب، بل في سماء العالم
العربي والإسلامي، وصارت نموذجًا وقدوةً لكل المظلومين في العالم، عبْر
إنجازاتها التي لا تعد ولا تحصى؛ لأنها بكل بساطة استمدت طريقها وأسلوبها
من خلال القرآن الكريم والمنهجية العلمية السليمة، بعيدًا عن العواطف وقصر
النفس، كما حصل مع حركة (فتح)".

فهم عميق

وعن سر تميز حركة "حماس" عن غيرها من القوى الفلسطينية، يقول التاجر كمال
محمود من مخيم بلاطة: "حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمتاز بالفهم
العميق، والتصور الدقيق، والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية، في شتى
مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية
والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في
الغيب والشهادة، وفي بقية مجالات الحياة، وهنا يكمن سمر تميزها؛ حيث إنها
تمثل الوسطية في كل شيء دون غلو".

وأضاف: "ولا ننسى أن "حماس" كانت وما زالت لها نشاطات اجتماعية وخيرية،
وهذا كان سببًا في أن يزيد رصيدها في الشارع الفلسطيني، وقرب شخصياتها من
الناس جعلها تتلمَّس آلام الناس بدقة، وتسعى لمداواتها، وما تتعرَّض له من
استئصال وحرب في الضفة الغربية لن ينجح؛ لأن "حماس" في القلوب والعقول
وليست مصالح تتبدل".

المصالحة بين "فتح" و"حماس"

وعن ملف المصالحة بين "فتح" و"حماس" يقول المواطن علاء يوسف من جنين:
"الكل الفلسطيني يريد المصالحة، ولكن ليس على حساب الثوابت الفلسطينية،
والاعتراف بدولة الاحتلال، وشروط الرباعية، ومن الصعب أن يلتقي من يصافح
الاحتلال مع من لا يصافحه، ولذلك يجب أن تكون المصالحة ضمن شروط المقاومة
وليس ضمن شروط الرباعية والمفاوضات العبثية التي أقر عريقات بفشلها؛ لذلك
أدعو "حماس" -في ذكرى انطلاقتها- إلى المزيد من الثبات، فالنصر صبر ساعة".


وتقول الطالبة آيات القواسمي من "جامعة بير زيت": "ملف المصالحة أو ملف
شاليط أو ملف الحصار.. كلها تصب في صالح حركة "حماس" في حالة بقيت ثابتة
وصامدة، وأنا كطالبة عندما أتحدث مع وفود أجنبية أفتخر بحركة "حماس"؛
لأنهم أيضًا يفتخرون بها لحفاظها على شعبها وثوابته أمام احتلال مجرم
وإرهابي، وأبارك لـ"حماس" عيدها الـ22 وإلى الأمام تحفُّها عناية الله،
وتحميها من الأعداء على مختلف ألوانهم".