°•.•° كلمــة مــن القـلــ♥ــب °•.•°

إخواني طلبة العلم إخواني الرجال،

كلمة من القلب إلى القلب أوجهها إلى كل صاحب ضمير حي:
من المتعارف عليه أن الشيطان قد يكون له حظ في أقوال أو أفعال الرجل أو
ردود أفعاله، وكذلك النفس فإن النفس أمارة بالسوء. وحظوظ النفس كثيرة
يتبادرها الشيطان ويعظمها ويبني على أساسها ولاءات وبراءات، وإن من
الملاحظ في زماننا هذا أن بعض الناس إن كتب الله لهم القبول في عمل دعوي
أو علمي أو نشاط خيري مهما كان نوعه واشتهر ووضع الله له القبول من الناس
فإن كثيراً من الشباب من طلبة العلم المبتدئين خصوصاً- سيما الأقران- كما
يسمونهم أهل الحديث- يبتعدون عنه وعن تشجيعه- لا أقول كلهم يقف ضده ويتصيد
أخطاءه ولكن منهم من يفعل هذا لا لشيئ إلا لحظ النفس وبتزيين منها على
أساس أن هذا الذي تفعله هو نصرة لله فلا تدع خطأ إلا وتنكره وتظهره وتبينه
ولا تكن شيطاناً أخرساً وربما أستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول بالحق حيث علمه"،
وما إلى ذلك من النصوص ولا يستحضر معاني التعاون والتناصح في السر ومعاني
التكامل والتعاون على الخير ووسائل الدعوة المتاحة المباحة من كتابة رسالة
أو إحالة إلى مشيخة معينة أو قاعدة أو أصل إسلامي معين – يفضي إلى إنكار
ذلك الخطأ مع الحفاظ على همة ذلك الداعية والمودة بينه وبينه والشعور
بوجود إخوانه إلى جانبه وإزالة حظ الشيطان من قلبه ولا يكون عونا للشيطان
عليه.
•.•.•.•.•.•.•.•.•

من
الملاحظ إخواني أن أكثر من يلتف حول الدعاة في الإعلام أو في المواقع
الإسلامية التي تبرز داعية معينا هن من الأخوات، وسرعان ما يتقلص العدد من
الرجال شيئاً فشيئا- نعم الرجال أكثر انشغالاً ربما من النساء أو
مسؤولياتهم تقضي عدم التواجد كما هو حاصل عند بعض النساء غير أن هذا لا يعطي العذر فيما نراه؛ لان العذر يزول بعد شهر أو شهرين أو من خلال التفاعل أثناء التواجد على الأقل في الفراغ، فلماذا هذا الأمر- لماذا الإخوة الرجال لا يتواجدون إلا من رحم الله! وإذا تواجدوا لا يتفاعلون!-
وإذا تكلم أحد الدعاة عن جهد الأخوات المبارك قام أحد أولئك ليقول يا شيخ
المرأة لها بيتها وشؤون بيتها وليس لها أن تتواجد في الدروس وبسبب جهودهن
هنا أهملن جهودهن المفروضة في البيت وما إلى ذلك من هذا الكلام، فيقال له
كفوا الملامة عنه لا أبا لكم *** أو قوموا سدوا مثل الذي سدا
ويقال له كذلك
لقد ظهرن وبرزن يوم تغيبت آنت وأمثالك عن الساحة، فنعم الطالبات هن، وأقول
له إن الإسلام لا يفرق في العلم بين رجل وامرأة فكم من مسألة أعضلت على
رجال كان حلها وفهمها عند أخت من الأخوات؛ لأن العلم هذا لا يؤتاه الرجل دون المرأة إن هذا العلم يؤتاه التقي، يقول الله: "واتقوا الله ويعلمكم الله".
•.•.•.•.•.•.•.•.•

همسة أخيرة في آذان إخواني الرجال وخصوصاً طلاب العلم،
إن الداعية الناجح لا يشعر بفرحة النجاح إذا لم يكن إخوانه إلى جانبه
يشاركونه الفرحة، يقومون خلله بحكمة، ويقوون شأنه، ويعززون موقفه ويحيطونه
من ورائه. واأسفاه على إخوان لنا تركونا وابتعدوا عنا ونحن في أشد الحاجة
إليهم سيما في هذه المرحلة التي يمر فيها منهجنا ومعتقدنا وأقول لهم
جميعا: "بالله عليكم كفانا فرقة وضعفا، وإذا رأيتم قطاراً سائرًا فاركبوا فيه ولا تتخلفوا عنه".
..والله الهادي

بقلم شيخي الحبيب سراج منير