نتلهّف شوقا لاستقبال ذكرى 22 عاماً على ميلاد مقاومتنا الإسلامية التى شبّت وترعرعت فى أحضان الأوفياء ،
لم تكن انطلاقة حركة المقاومة
الإسلامية حماس عرضية عابرة كحدث تألفه الأبصار ويتذكره الناس فى
مناسباتهم على إختلاف إهتماماتهم واتجاهاتهم.
إنطلاقة حماس كما عايشناها كِباراً و
صغاراً وحرائر كانت بمثابة طفلنا البِكر الذى وهبنا الله بعد سنوات الستين
من العُمر الذى كابدنا فيه الهزائم المتلاحقة من جهة وعانينا فية المجازر
والجرائم الصهيونية من جهة أخرى ، و عانينا فيه مجموع الظُلم والخيانة حين
تخلى البعض ومنهم بنو جلدتنا نحن الفلسطينيون عن عقيدتنا و مقدساتنا حين
تركونا ،مقدسيين ومُهجّرين من يافا و عكا و حيفا ومن كل البلدات
الفلسطينية نواجه مخططاً كبيراً حيث هناك إرتكب العدو الصهيونى ضدنا فيها
مجازره وهدم قرانا و بيوتنا التى تأوى شعب مُسالم فى أطهر بقعة فيها
الأقصى ومنها عرج النبى محمد صلى الله عليه وسلّم ليلا الى السماء.
إنطلاقة حماس
التى سنُباركها بعد أيام بإعتبارها الرد الطبيعى والإنعكاس لمجموعة تطورات
سياسية واقتصادية و عسكرية و أمنية تتابعت على إمتداد فلسطين منذ بدايات
الاستيطان وحتى يومنا هذا لم تقف عند حدٍّ مُعيّن من افرازات و النتائج بل
تتعداها الى دور الفعل المؤثّر والقوى فى مُجمل مجريات الواقع والأحداث
وما أكثرها حتى يومنا هذا.
حين نقول حركة المقاومة الاسلامية
حماس ، فإننا نقول عقيدتنا الإسلام ، وحين نقول غايتنا فإننا نتوجّه الى
الله بالدعاء لينصر المسلمين ويعم الإسلام بقاع الأرض وعلينا أيضا مُهمّة
الإعداد لمواجهة الظالم والظُلم ، وهنا كانت كتائب القسّام هى الوسيلة
التى تتّفق مع العقيدة والفكر الإسلامى وفرض الجهاد فى سبيل الله.
كانت من أبشع
المؤامرات على حماس و شعبنا حرب الفرقان، ولكن المفارقات هنا هى البُشرى
التى تحققت بإذن الله على أيدى المقاومة وكتائب القسام فى طليعتها ومعها
القيادات السياسية لحماس موقفا و صموداً وممارسة فعلية على الأرض وليس
مجرّد بيانات صحفية إعلامية فاقعة الجوهر و فاقدة المصداقية.
ستدخل حماس
انطلاقتها طاوية سنوات العز والفخار لتتكاتف مع مثيلاتها القادمة فى سجل
الانجازات والانتصارات والثبات على الحق والعقيدة والحقوق والثوابت
كعادتها ، فهى الأم الوفيّة لأبناء شعبنا وشهدائه وأسراه ، وهى الصابرة
على سنوات الجمر والحصار ولم تنكسر عزيمتها و إرادتها ، وهى التى حمت
وسيّجت الخيارات الوطنية والمقاومة فى زمن التفريط والخيانة ، وهى التى
جلس قادتها على الرصيف ينتظرون مرور معبر رفح الى الجهة المقابلة حين كان
أتباع عباس يصدّون عن الحق بأعمالهم القذرة حتى تمادوا فى اطلاق النار
لإغتيال القائد هنية !!!!
لن نسرُد احداث ال 1996 الدامية ضد
قيادات وأبناء حماس ،بل أحداث عِظام سطّرها القساميون وقيادات حماس ومعهم
ابناء الشعب الفلسطينى الأوفياء ومن ورائهم خيرة أبناء الاسلام والعرب
والمسيحيون ومن يساند القضية الفلسطينية .
لم تكن حرب الفرقان حرباً
فارقة فقط بين الحق والباطل ، بل وضعت حجر الأساس لبناء عظيم على أُسس
متينة وبقيادات عظيمة وبإلتفاف شعبى فى ظل حصار لازال مستمرا ضد أهلنا فى
قطاع غزة وما أظلمه من حصار ، وما أجبر من يُساهم فيه و فى بقائه.
فى الحصار لم
يكن البناء لبيوت تهدمت لأبطال أهلها صمدوا فى وجه اعتى آلة حرب صهيونية
يعيشون اليوم تحت انقاض منازلهم وفى العراء بمشاهد واضحة أمام مرأى العالم
والعرب والانظمة وقيادة أوسلو الدايتونية فقط ،
حماس اليوم تبنى لمشروع إعادة الوطن والمقدسات ، إعادة فلسطين كلّها من البحر الى النهر،
مشروع إعادة بناء منظومة البيت
الفلسطينى السياسى الذى مزقته خيانات نهج التفريط والتفاوض والتنسيق
الأمنى مع العدو الصهيونى ضد المقاومة وشعبها.
حماس تُعيد البناء اليوم ، إنه بناء العهد والوفاء للشهداء والجرحى والأسرى والمحرومين ، بناء وطن بأيدى متوضئة.
السبت نوفمبر 21, 2009 9:41 am
